الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي
يقول التهانوي: "الحذف والإيصال عند أهل العربية عبارة عن حذف الجار وإيصال الفعل أو شبهه إلى المجرور" (1).على الرغم من وضوح هذا التعريف تبقى أسئلة تحتاج إلى إجابة أوضح فما المقصود بالجار؟ أحرف الجر والمضاف؟ وما المقصود بإيصال الفعل أو شبهه إلى المجرور، أيقصد به إيصال أثر العامل إلى المجرور بحرف الجر فينصب، وإلى المضاف إليه فيعرب بإعراب المضاف، أم يقصد به ترك الفصل بالجار؟المعروف في استعمال النحويين إيراد مشتقات هذا المصطلح في ما يحذف منه حرف الجر خاصة وينتصب الاسم بعد حذفه بالفعل أو ما يشبهه، يقول سيبويه في قول الشاعر (2):
" إنما يريد: بقنا وعوارض، ولكنه حذف وأوصل الفعل" (3).ويقول المبرد: "فإذا حذفت حروف الجر وصل الفعل فعمل" (4).ويقول ابن يعيش (ت: 643هـ): "إلا أنهم قد يحذفون هذه الحروف في بعض الاستعمال تخفيفا في بعض كلامهم، فيصل الفعل بنفسه، فيعمل، قالوا: من ذلك: اخترت الرجال زيداواستغفرت الله ذنبا" (5).فهم- كما ترى- يخصون هذا المصطلح بصورة واحدة من صور نزع الخافض، وهي صورة نزع حرف الجر وانتصاب الاسم، فلا مدخل فيه لحذف المضاف ألبتة، ولا لنزع حرف الجر وإبقاء الاسم مجرورا أو احتمال المحل للنصب والجر.- - - - - - - - - -(1) كشاف اصطلاحات الفنون: 1 /436.(2) البيت لعامر بن الطفيل في: ديوانه: 55، والمفضليات: 363، وكتاب سيبويه: 1 /163، 214، والأصمعيات: 216، وشرح أبيات سيبويه: 1 /168، وتحصيل عين الذهب: 129، وإيضاح شواهد الإيضاح: 1 /215، وخزانة الأدب: 3 /74.(3) كتاب سيبويه: 1 /214.(4) المقتضب: 2 /342. وينظر: 2 /321، 4 / 330- 331.(5) شرح المفصل: 8 /50. وينظر: شرح الجمل لابن عصفور: 1 /327. النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 20- مجلد رقم: 1
|